الأخطار والتدهور البيئي بواحة تافيلالت، موضوع كتاب جديد للدكتور اكريمي

بوطيب الفيلالي

أصدر الدكتور عبد الكريم اكريمي، كتاب ” الأخطار بواحة تافيلالت مقاربة جيو-بيئية”، والذي يقع في 206 صفحة، وهو من منشورات مركز تافيلالت للدارسات والتنمية بأرفود.
يغطي الكتاب تسعة مباحث، ويقدم معلومات متنوعة ومنظمة بشكل جيد تيسر القراءة وتجعلها ممتعة.
المبحث الأول خصصه الباحث لعلاقة الانسان بالأخطار، والثاني لدراسة مفهوم الخطر في الدراسات الجغرافية (مفاهيم وتصنيف)، أما المبحث الثالث فللمقاربات المعتمدة في دراسة المخاطر، مع تقديم نماذج من المغرب. في حين اهتم المبحث الرابع، بدراسة الاخطار الطبيعية التي تهدد منطقة تافيلالت.
المخاطر البيئية في هذه المناطق فتناولها المبحث الخامس، بينما خصص المبحث السادس، للمخاطر المرتبطة بالأنشطة البشرية. بعدها تطرق الباحث لبعض نماذج التقييم البيئي بالمنطقة، لينتقل لتقديم رؤية المجتمع المدني لحماية تافيلالت من الاخطار، مختتما بالمبحث التاسع حول آليات الترميم البيئي المستدام لواحة تافيلالت.
واحة تافيلالت هي عنوان للتدهور، فبعدما كان التدهور يمس بقعا مجهرية على هوامش الصحراء، صار اليوم عاما يكتسح جل الأراضي الواحية، حيث مظاهر التدهور البيئي؛ من ترمل وتصحر ،ونضوب مصادر المياه الجوفية، وتوقف الجريان السطحي، وتملح للتربة وتراجع ثروة النخيل …وكذا تنامي حدة أخطار عدة، كالفيضانات والحرائق …والتي أضحت تهيمن على المشهد الواحي، وإفرازاتها التي تمتد الى المجتمع بالواحة.
لهذا، فما كان بالأمس تنبؤات وتكهنات، حول التغيرات المناخية وظواهرها القصوى، استحال اليوم واقعا معاشا، يبرز من خلال اختلال تعاقب الفصول، وتواتر عدد من الظواهر القصوى؛ كارتفاع درجات الحرارة الطويل المدى، وتوالي سنوات الشح المائي، وحدوث الامتطاحات الفجائية في مختلف أشهر السنة، وتطور عدد منها إلى فيضانات، وارتباك دورات الانبات، وتواتر حدوث حرائق النخيل…كلها مظاهر تترجم مدى عمق الاختلالات البيئية بالمنظومة الواحية ،وتفرض ضرورة بلورة تصور عام، للوقاية من الاخطار والتكبف مع المتواتر منها.
الكتاب يقدم أيضا عددا من المسارات ،للتخفيف من الاخطار والكوارث الطبيعية ، والحد من انعكاساتها على الأوساط الواحية، وعلى سبيل المثال؛ وضع استراتيجية مندمجة لتدبير الاخطار- حماية الموارد المائية والتربة- تأهيل المنظومة البيئية الواحية-التخطيط الحضري المقاوم للأخطار-التحسيس الجماعي بالأخطار، والإدماج الفعلي للباحثين والمجتمعات المحلية، في تصور وتدبير وتقييم مخططات الوقاية من الاخطار.
الكتاب إذن يشخص لمختلف الإكراهات البيئية، والأخطار المحدقة التي تهدد الاستقرار البشري، داخل واحة تافيلالت ،التي كانت منذ عصور، عنوانا لتكيف الإنسان هناك، مع قساوة الظروف الطبيعية ومعطيات النذرة. هاته الواحة التي تحتاج اليوم أكثر من أي فترة مضت، تدخل الجهات المسؤولة بشكل عاجل، من أجل مساعدة السكان ومختلف الفاعلين المحليين، لمواجهة الموت البطيء الذي أصبح يزحف على الواحة من جميع الجهات. لهذا يعتبر محتوى الكتاب إضافة نوعية لسيرورة البحث الأكاديمي الرصين الذي سيفيد كل مهتم بمحاصرة مختلف الأخطار المتربصة بالمجال الفيلالي.

مقالات ذات الصلة

الشبيبة التجمعية بأيت ملول تستضيف محمد المودن لعرض تحديات الشركة الجهوية سوس-ماسة

تجديد المجلس التلاميذي الإقليمي للناظور وانتخاب يوسف مزرينة رئيسا له.

مقالات ذات صلة

الشبيبة التجمعية بأيت ملول تستضيف محمد المودن لعرض تحديات الشركة الجهوية سوس-ماسة

تجديد المجلس التلاميذي الإقليمي للناظور وانتخاب يوسف مزرينة رئيسا له.

عامل إقليم تارودانت يزور ساكنة الجبال بجماعات تسراس اوزيوة اكيدي اهل تفنوت وتوبقال لتتبع عملية إعادة الإعمار.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)