زلزال الحوز و تغطية اعلامية من قلب الحدث

تعتبر الكوارث الطبيعية من اللحظات التي يجد فيها الانسان نفسه متفاعلا مع عدد من الاحداث الطبيعية داخل زمان و مكان معينين بشكل يجعل الشخص الذي نجا من هذه الكارثة او تلك شاهد عيان يمكن من خلال شهادته أن نعيد بناء تقاطعات و دلالات سيناريو ما حصل ضمن نقاط رئيسية خصوصا اذا كانت الشهادة او الشهادات نابعة من ممارسين للصحافة والاعلام.

حينما أعلنت أرض الأطلس عن اهتزازها
حقيقة يصعب على اعلامية مثلي رسم المشاهد الأولى لليلة الجمعة 08 شتنبر 2023 حينما أعلنت أرض الحوز وباقي المناطق القريبة بما فيها تارودانت عن زلزالها الذي جعلنا نعيش لحظة وجودية من نوع خاص، ليس نحن سكان المناطق المعنية وانما ايضا أغلب المدن المغربية التي وصلها دوي هذه الهزة. وكشاهدة عيان عاشت اللحظة في الزمان والمكان بتارودانت لن أستطيع وصف مشهد اهتزاز الارض وتحرك الجدران وتشقق أخرى لنجد أنفسنا بعد توقف للزمن أنفسنا أمام ضحايا عالقين تحت أنقاض مهدمة قبل أن نكون مجبربن على افتراش اللظى في الساحات العمومية عقب توقف لحظات لا تنسى من ركض عديدين حفاة بل منهم من كان شبه عار بسبب أن الهزة الأرضية لم تسمح لكثيرين باستيعاب اللحظة وارتداء ما يلزم من ملابس للمغادرة. والاهم من هذا أن اللحظة طبعتها روحانية خاصة على اعتبار أن عديدين اختاروا الاحتماء بالتكبير والتهليل والاقرار بوحدانية وقوة الخالق سبحانه قبل ان يبدا توارد مشاهد الضحايا والمنكوبين والمصابين هنا و هناك من عين المكان.

مقالات ذات الصلة

ودادية موظفي العدل بمراكش تحتفي بالسيد الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف الأستاذ مصطفى ايت الحلوي

بالصور.. عامل إقليم تارودانت يزور جماعات تنزرت إكودار المنابهة وأوناين وسيدي وعزيز لتتبع عملية إعادة الإعمار

زلزال الحوز على سلم ريختر

حاول من جعله القدر يعيش ولادة حياة جديدة ان يستوعب ما حصل ولم يكن أمامنا الا وساءل الاعلام والاتصال التي أفادت جلها استنادا الى معطيات المعهد الوطني للجيوفيزياء بالمغرب ان قوة الزلزال بلغت حوالي 7 درجات على سلم رختر و أن بؤرته الرئيسية كانت هي منطقة الحوز بمراكش قبل ان يتسع نطاق الهزة ليشمل مناطق مجاورة مثل شيشاوة و تارودانت.

حجم الدمار الذي خلفه الزلزال الى الان بعين المكان

حسب الاحصاء الرسمي المؤقت للجهات المختصة فانه الى حدود الثلاثاء 12 شتنبر 2023 م فعدد القتلى جراء هذه النكبة وصل الى حوالي 2901 قتيلا كان من نصيب تارودانت لوحدها منهم حوالي 764 قتيلا الى حدود احصاء يوم الاثنين ما قبل البارحة و هذا مع الأخذ بعين الاعتبار عدد الجرحى المرتفع. وحقيقة لا يمكن وصف حجم الدمار الذي لحق الدور والمباني العتيقة في اغلبها من حيث البناء نظرا لان جلها كان مشيدا من الطوب و التراب المحلي للمنطقة بادوات تقليدية ان لم نقل عشوائية لم تسمح على ما بصمود هذه المباني المتنوعة سواء كانت دورا سكنية او مساجد عتيقة او اسوار قديمة كسور تارودانت السي يظهر ان اجزاء مهمة منه تعرضت للانهيار.

الزلزال و لحظة ميلاد تضامن انساني

مباشرة بعد توقف الهزة الارضية و في صبيحة اليوم الموالي بدات تتقاطر على المناطق المنكوبة بما فيها تارودانت المساعدات الإنسانية من مختلف المدن المغربية بما فيها المرسلة من الجمعيات او مصالح الدولة بالاضافة الى عمل ميداني مكثف لاجهزة الوقاية المدنية والقوات العمومية من اجل توفير خدمات عاجلة للساكنة المتضررة بعين المكان هذا بطبيعة الحال عن ما ارسلته عدد من الدول الشقيقة والصديقة الى هذه المناطق المنكوبة مؤازرة منها للشعب المغربي كقطر و الإمارات العربية و اسبانيا و لا ننسى كذلك افرادا من جاليتنا المقيمة بالخارج. و كل هذا باشراف وتوجيه ورعاية سامية من ملكنا محمد السادس الذي يشرف بحكمة وتبصر على تدبير تداعيات هذه النكبة. للاشارة فقد شاهدنا تحركات نشيطة من نصب خيام في عدد من الساحات كفضلءات امنة نسبيا من أجل الإيواء المؤقت للناجين من الكارثة علما ان السلطات المغربية قد وضعت رقما حسابيا 126 من أجل المساهمة التطوعية المادية لإعادة بناء المناطق المتضررة واعمار الدواوير خاصة منها الجبلية المعزولة.

زلزال الحوز دروس وعبر

ربما قد يستغرب بعض الحديث عن دروس مستفادة ممكنة من هذا الزلزال، الا انه من الواجب القول ان هذه النكبة التي تعيشها بلادنا حاليا قد ابانت عن العمق الحضاري لبلدنا المغرب ملكا وشعبا طالما ان التعبئة الوطنية التي تعلن عن نفسها حاليا تبرهن ميدانيا اننا امة موحدة قادرة على مواجهة اللحظات العسيرة بحس تضامني رفيع وتباث وحكمة. حفظ الله هذا البلد من كل سوء.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

مقالات ذات صلة

ودادية موظفي العدل بمراكش تحتفي بالسيد الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف الأستاذ مصطفى ايت الحلوي

بالصور.. عامل إقليم تارودانت يزور جماعات تنزرت إكودار المنابهة وأوناين وسيدي وعزيز لتتبع عملية إعادة الإعمار

تعزيز النقل المدرسي: خطوة فعالة لمحاربة الهدر المدرسي بإقليم الحوز