الإخبارية – الحسن شاطر
احتضنت قاعة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتارودانت، يوم الثلاثاء 8 يوليوز 2025، حفل التميز الإقليمي المنظم من طرف المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، بشراكة مع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، في أجواء احتفالية بهيجة، جسدت روح الاعتراف بمجهودات المتفوقات والمتفوقين من التلميذات والتلاميذ في مختلف الأسلاك التعليمية برسم الموسم الدراسي 2024-2025.
مقالات ذات الصلة
هذا الحفل التربوي شكل لحظة اعتراف بالاجتهاد والمثابرة، واحتفاءً بمجهودات التلاميذ، وأسرهم، وأطرهم التربوية والإدارية، الذين ساهموا في تحقيق نتائج مشرفة على المستويين الجهوي والوطني.
وترأس هذا الموعد التربوي، كل من الكاتب العام لعمالة اقليم تارودانت السيد عبد الحميد، والمدير الإقليمي للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بتارودانت، السيد نبيل مجدي، بحضور رئيس المجلس الإقليمي لتارودانت السيد محمد العباس، ورشيد فنان عن جماعة تارودانت، ورؤساء المصالح الأمنية والخارجية، والتلميذات والتلاميذ المتفوّقين وأسرهم، وعدد من الأطر التربوية والإدارية والسلطات المحلية، إلى جانب مجموعة من الضيوف والفعاليات المدنية والتربوية.
افتُتح حفل التميز بتلاوة آيات بيّنات من الذكر الحكيم، خاشعة الأذهان، مُزكِّية للأجواء الروحية، ثم عُمّ المكان برهبة الانتماء والوطنية لحظة الإنصات الجماعي للنشيد الوطني، في لوحة تعبّر عن الفخر بالهوية المغربية والانخراط في قيم المواطنة والمسؤولية، بمشاركة جميع الحضور من أطر تربوية وتلاميذ وشركاء في المجال.
بعدها، ألقى السيد نبيل مجدي، المدير الإقليمي للأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بتارودانت، كلمة افتتاحية عبّر فيها عن فخره بالنتائج المحققة، مشيداً بالتعبئة الجماعية التي ميزت الموسم الدراسي، ومؤكداً أن هذا الحفل هو محطة احتفاء بالتفوق، وتكريم لثمرة الجهد والانخراط الجماعي من أجل مدرسة عمومية ذات جودة للجميع.
كما عبّر السيد نبيل مجدي، عن اعتزازه الكبير بما تحقق من مكتسبات، منوهاً بتظافر جهود الأطر التربوية والإدارية، والشركاء، والأسر، والتلميذات والتلاميذ، مشيداً بنتائج الإشهادات التي توّجت المديرية بالرتبة الثالثة جهوياً في امتحانات البكالوريا بنسبة نجاح بلغت 63%، و67.12% في الثالثة إعدادي، و95.12% في السنة السادسة ابتدائي.
وأكد السيد المدير أن هذه الإنجازات لم تكن وليدة الصدفة، بل ثمرة عمل جماعي دؤوب، قوامه المثابرة، وروحه الانخراط المسؤول. كما نوّه بالاهتمام المتواصل بتعميم التعليم الأولي وتحسين جودته، حيث بلغ عدد الأقسام المفتوحة بالإقليم 610 قسماً تُسيرها 11 جمعية، من بينها جمعية “تنمية” المتوجة وطنياً هذا الموسم.
كما استعرض نبيل مجدي المجهودات المبذولة في تأهيل المربيات، وتفعيل برامج الدعم التربوي، ومشروع مؤسسات الريادة الذي سيتوسع ليشمل الموسم المقبل 91 مدرسة ابتدائية و13 إعدادية.
كما توقف عند دور الحياة المدرسية في تنمية المهارات وصقل المواهب، مشيداً بتألق تلميذات وتلاميذ المديرية إقليمياً ووطنياً في مختلف المسابقات.
ومن أبرز محطات الموسم، أشار إلى تنظيم “ملتقى التميز والريادة”، الذي عرف مشاركة نخبة من الحاصلين على شهادة البكالوريا، في إطار برنامج دقيق للمواكبة والتوجيه. وقد تم تنظيم هذا الملتقى بدعم من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ورعاية السيد عامل إقليم تارودانت، في تناغم مع أهداف الدولة في الاستثمار في الرأسمال البشري.
وتخلل فقرات الحفل روبورتاج توثيقي حول محطات امتحانات البكالوريا، من لحظة التنظيم إلى لحظة التتويج، مبرزًا الجهود المبذولة لضمان نزاهة ونجاح هذا الاستحقاق الوطني. كما تم عرض روبورتاج ثانٍ حول ملتقى التميز والريادة، الذي أبرز مختلف المبادرات الموجهة لدعم التلاميذ المتفوقين وتشجيعهم على الإبداع والابتكار.
وتوالت لحظات التكريم، بداية بتكريم المتفوقين في امتحانات البكالوريا، مرورًا بالأسلاك الإعدادية والابتدائية، وذلك عبر مختلف الفئات: الوسط الحضري، الوسط القروي، التعليم الخصوصي، ومؤسسات الريادة، إلى جانب تكريم خاص لأطر وتلاميذ معهد الأمير مولاي الحسن للتربية والتكوين.
وأضفت اللوحات الفنية لمسة وجدانية على الحفل، حيث قدم أطفال التعليم الأولي لوحة فلكلورية مفعمة بالحيوية، كما أبدع تلاميذ مؤسسة الأمل في تقديم لوحة تعبيرية بعنوان “هنا وطن”، تمجد قيم المواطنة والانتماء.
واختتم الحفل بتلاوة نص برقية الولاء والإخلاص المرفوعة إلى السدة العالية بالله، جلالة الملك محمد السادس نصره الله، عربون وفاء وولاء من الأسرة التربوية بإقليم تارودانت.
هنيئاً لتارودانت بنجاح أبنائها، وهنيئاً لأسرة التربية والتعليم بما حققته من إشعاع تربوي جدير بالاعتزاز.
تعليقات( 0 )