التفويضات تسقط القناع عن رئيس جماعة وجدة، فهل سقط معها شعار محاربة الفساد ؟

بعدما إكتملت خطة الإطاحة برئيس المجلس الجماعي لوجدة من الأغلبية الساحقة للمجلس التي رفضت التدبير الإنفرادي للرئيس، والتي أكدت حضورها وثبات مواقفها خلال الدورات السابقة، والتي بقي فيها الرئيس وحيدا يواجه صفعات التصويت بالرفض على جميع النقاط المدرجة بجدول أعمال الدورة السابقة،

فقد قرر الرئيس اللجوء لخطة مضادة
لإنقاذ نفسه من السقوط من كرسي الرئاسة، بمنح التفويضات لنوابه في الأقسام التي رفض سابقا وبشكل مطلق منحها لأي نائب، ويتعلق الأمر بالتعمير والممتلكات والتدبير المفوض.

مقالات ذات الصلة

تنظيم ندوة وطنية حول الأدب الأمازيغي: اتجاهات الإبداع ومسارات النقد بإفران الأطلس الصغير

القاضي خالد أمجاط ينال شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا في القانون الخاص حول موضوع: الترخيص بإبرام العقود في التشريع المغربي

فقد مرت ثلاث سنوات عجاف من عمر هذا المجلس الجماعي والمواطن الوجدي يتابع بإهتمام مسرحية (( كعكة التفويضات))، والتي حالت دون الوصول إلى أي حل توافقي بين مكونات ذات المجلس والرئيس المثير للجدل، صراع تحول إلى معركة كسر العظام بين الفرقاء السياسيين بمعية أغلبية الفريق المنتمي لحزب الرئيس الذين رفعوا شعار “إرحل” في وجهه نتيجة إخفاقه في مهمته المنوطة به، وعدم قدرته على الإستجابة لتطلعات الساكنة الوجدية.

ويبدو أن شعار محاربة الفساد قد سقط من أجندة الرئيس الذي أخذ على عاتقه قطع الطريق على الفساد والمفسدين حسب زعمه ، وسقط معه إلتزامه بعدم الرضوخ إلى رغبة البعض وفق أهوائهم الشخصية بمنحهم التفويضات في أقسام تعتبر بمثابة الدجاجة التي تبيض ذهبا، تلك هي الكعكة التي أسالت لعاب بعض الأعضاء مند إنتخاب هذا المجلس.

وفي التحليل السياسي، فإن خطة الرئيس جاءت في الوقت بدل الضائع، فمع إقتراب دورة ماي العادية ، وحتى يعري عن الحقيقة لتتضح جليا للرأي العام، فقد قرر توزيع غنائم التفويضات لسببين ،الأول : حتى يكشف أمرهم أمام المواطن الوجدي ، بأنهم لا يعيرون أي إهتمام لمشاكل الساكنة بل همهم الوحيد هو التفويض، والسبب الثاني : لكي يغيروا مواقفهم السابقة و الرافضة لحضور دورات المجلس، ويشاركوا بالتصويت بنعم لكل النقاط المدرجة، وبذلك يكون قد ضمن البقاء على كرسي الرئاسة لما تبقى من عمر المجلس .

وبهذه القرارات الصادمة، التي أقدم عليها السيد الرئيس يكون قد أساء لنفسه أكثر مما أساء لغيره، لأن ما قام به يتنافى تماما مع مبادئه وما جاء في شعاره الوهمي، فحسب المهتمين بالشأن المحلي فإن رضوخ الرئيس لنزوات بعض الأعضاء بمنحهم التفويضات ورفع الراية البيضاء يكون قد زاد في الطين بلة وزاد في تكريس الإختلالات وتشجيع الفوضى على حساب تنمية المدينة . وهنا مربط الفرس ، حيث يتضح جليا أن الرئيس قد خلف وعده مع المواطنين بإيهامهم بمحاربة الفساد والمفسدين ، وفضل إعتلاء الكرسي والتشبث به بدلا من الصمود في وجوه من كانوا بالأمس القريب يعرقلون كل قراراته .

فهل أطلق الرئيس على نفسه رصاصة الرحمة بوضع نهاية لمستقبله ومساره السياسي بهذه القرارات، أسئلة يطرحها الرأي العام الوجدي، وأسئلة أخرى حول الخاسر الأكبر في هذه المسرحية، هل المدينة أم الرئيس أم المسفيدون من كعكة التفويضات ؟؟؟
طبعا ،الخاسر الأكبر هي المدينة التي تعاني الويلات بسبب عبث المجلس وصراعات مكوناته من أجل البقاء على كراسي لا قبل لهم بها.

مقالات ذات صلة

تنظيم ندوة وطنية حول الأدب الأمازيغي: اتجاهات الإبداع ومسارات النقد بإفران الأطلس الصغير

القاضي خالد أمجاط ينال شهادة الدكتوراه بميزة مشرف جدا في القانون الخاص حول موضوع: الترخيص بإبرام العقود في التشريع المغربي

عمالة تارودانت تستعرض التدابير والإجراءات الاستباقية لمواجهة موجة البرد بالإقليم

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)