الإخبارية – الحسن شاطر
احتضنت قاعة المؤتمرات بالمركب الديني والثقافي والإداري لاوقاف تارودانت، اليوم الخميس 28 دجنبر 2023 م الموافق ل14 جمادى الثانية 1445 هـ، أشغال الندوة العلمية السنوية في موضوع : “أهمية وسائل التواصل الاجتماعي المنظمة من قبل المجلس العلمي المحلي لتارودانت وبتنسيق مع المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية بتارودانت.
مقالات ذات الصلة
وحضر هذه الندوة كل من السيد الحسين أمزال عامل اقليم تارودانت، والدكتور العلامة اليزيد الراضي رئيس المجلس العلمي الجهوي، والدكتور عبد الرحمان الجشتمي رئيس المجلس العلمي المحلي لتارودانت، والمندوب الاقليمي لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية، ومسير الجلسة الافتتاحية الفقية ابراهيم العليجي، الى جانب الكاتب العام لعمالة تارودانت السيد عبد الحميد نجيم، ومدير ديوان عامل الإقليم السيد محمد حدوش، ورئيس قسم الشؤوم الداخلية بالعمالة السيد محمد عبد الموارث، ورئيس مجلس إقليم تارودانت السيد محمد العباس والسيد محمد أمهرسي نائب رئيس المجلس الجماعي لتارودانت، ورئيس المحكمة الإبتدائية بتارودانت الدكتور علي أيت كاغو ووكيل جلالة الملك بها، وورؤساء المصالح الامنية والخارجية، ورؤساء المجالس العلمية المحلية بجهة سوس ماسة وأعضائها، وعدد من الفقهاء والمرشدين الدينيبن والأئمة المرشدين والمرشدات، وعدد من الأساتذة الباحثين والمهتمين، وعضوات خلية المرأة التابعة للمجلس العلمي المحلي لتارودانت، وطلبة كلية الشريعة بتارودانت.
وبعد الافتتاح بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحضور الإمام المرشد والقيم الديني سيدي عبد الرحمان الرقيبي، رحب السيد الفقيه مسير الندوة بكل الحضور الكريم، وذكر أهمية التواصل بين بني الانسان وما حباه به الله سبحانه وتعالى من وسائل كثيرة للتواصل، وبعد اختراعه للكتابة ازداد هذا التواصل انتشارا واتساعا ليزداد بعد اختراعه للطباعة، وفي زماننا هذا زمن الأقمار الصناعية والرقمنة اخترع هذا الانسان وسائل أخرى كثيرة بديعة جيدة الى درجة وصل معها الأمر إلى ما يقال بأن الشي اذا زاد عن الحد قد ينقلب الى الضد، ووعيا من المجلس العلمي لايجابية هذه الوسائل للتواصل وبسلبياتها أحيانا أخرى اختار لندوته السنوية المباركة أن تكون محاورها حول هذه الوسائل ومحاولة كشف جميع جوانب ايجابياتها وسلبياتها كذلك.
وفي كلمته بالمناسبة، عبر السيد الحسين أمزال عامل اقليم تارودانت، عن بالغ فخره واعتزازه وامتنانه بتلقيه دعوة المجلس لحضور افتتاح أشغال هذه الندوة العلمية السنوية التي دأب المجلس العلمي المحلي الموقر المبارك على تنظيمها والتي جائت هذه السنة تحت عنوان ” أهمية وسائل التواصل الاجتماعي”.
وأبرز السيد العامل أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في حياتنا، وخاصة بعد التطور التكنولوجي الكبير الذي شهدته في الفترة الأخيرة، وذلك بعد ظهور العديد من التقنيات الحديثة والتطبيقات والبرامج التي جعلتها تلعب دورا مهما في حياتنا سواء كانت اجتماعية او علمية، والتي يمكن من خلالها الاطلاع على المعلومات الحديثة والمختلفة واكتساب المهارات والخبرات لمستخدميها.
كما أنها تتيح فرصا لتطوير الذات وتوسيع المفاهيم وتنمية المدارك بالإضافة الى اكتساب مهارات التواصل والحديث عبر تلك المواقع وفهم طرق التعبير والكتابة والتعرف على الآخرين، والتعرف على مختلف العادات والتقاليد والأجناس، وتوسيع الادراك وفهم الآخر.
وأكد بأن أهمية مواقع التواصل تهدف بالأساس الى تعزيز التواصل بين الأشخاص وتقريب المسافات الجغرافية وتقاسم العبر والمعلومات بسهولة وخلق فرص جديدة للتعلم، وتعزيز التفاعل الثقافي والمعرفي بين الأفراد، وهي تشكل اليوم جزءا أساسيا في حياتنا اليومية من حيث مساهمتها في بناء العلاقات الاجتماعية والتواصل الشخصي، وتعزيز الانتماء الاجتماعي والاندماج في المجتمع، وتوفر أيضا فرص عمل جديدة لدعم الشبكات المهنية.
وأورد السيد العامل بأن مواقع التواصل الاجتماعي والاعلام الاجتماعي الجديد، والذي يشهد حركية ودينامية من التطور والانتشار قد كان في بدايته مجتمعا افتراضيا على نطاق ضيق ومحدود، ليزداد مع الوقت ويتحول الى أداة اعلامية وصفية مكتوبة، ثم الى أداة سمعية وبصرية، وهنا استحضر دور هذه الوسائل الإيجابي والذي لامسناه خلال الزلزال الذي ضرب الاقليم في 8 شتنبر الماضي، حيث ساهمت في ابراز قيم التضامن والتلاحم والكرم بين المغاربة وكشفت عن وحدتهم وجماليتهم وقدرتهم على الصبر في كل أوقات الشدة والمحن، والتعامل بطيبة القلب والتآزر ومد يد المساعدة الى بعضهم البعض، وكل ذلك بالاصطفاف وراء قائد البلاد وحامي حمى الوطن والدين، صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الذي ببصيرته وحكمته اصبح يمثل القدوة الدافعة لتعزيز روابط التضامن والتكافل بين رعاياه، وهو يقدم نموذجا للقيادة الحكيمة والرشيدة والملهمة والداعم الأساسي لشعبه في مواجهة المحن والأزمات.
كما ذكر السيد العامل بالمكانة الخاصة التي يحظى بها العلماء الأجلاء والمهام السامية التي تظطلع بها المجالس العلمية الى جانب الأساتذة والباحثين وكل الحاضرين لتناول موضوع هذه الندوة العلمية السنوية لما له من أثر كبير في حياة الانسان وفي تعزيز قيم وقدوات الأمة والتوعية الدينية، والانفتاح على مختلف شرائح المجتمع وتأطيره، والعمل المتواصل من أجل تكريس الرسالة السمحة للاسلام، وبذل الجهود لمحو الآثار السلبية لهذه الوسائل الحديثة وترك المجال للسادة الأساتذة الباحثين ذوي الاختصاص لتناولها بالبحث والمناقشة جلبا لكل مصلحة ودرءا لكل سوء.
ليختم السيد العامل كلمته بالدعاء لهم بالنجاح والتوفيق، وبأن يحفظ مولانا أمير المؤمنين راعي العلم والعلماء وحامي حمى الوطن والدين ويقر عينه بولي عهده الأمير مولاي الحسن ويشد عضده بصنوه الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة العلوية الشريفة.
ومن جهة أخرى قال العلامة الدكتور اليزيد الراضي رئيس المجلس العلمي الجهوي في كلمته، بأن العلم من حيث هو علم فهو سلاح دو حدين، اذا وجه التوجيه الحسن نفع وأفاد وأصلح وأحسن، وبنى وشيد وطور وجدد، واذا وجه التوجيه السيء، أضر وأفسد، وخرب ودمر، وأعاق وأفقر، وعاد على الانسان وغيره بالشر المستطير، لذلك كان العلم دائما بحاجة ماسة إلى الدين الصحيح ليسدد وجهته ويرشد مسيرته ويحميه من الانزلاق والتيه وما ينتج عنهما من مآس بشرية لا تناسب الانسان المكرم المكلف ولا تشرفه، ولا تساعده على ممارسة الخلافة الراشدة المنوطة به في هذا الكوكب الأرضي، ولا تؤهله للمحافظة على الانسان الذهبي الثمين الذي بين الله به صبره ورفع قدره عندما خلقه في أحسن تقويم، وحمله الأمانة التي عرضت على السماوات والأرض والجبال وأبين ان يحملنها وأشفقن منها.
وقدمت التجارب المتكررة أن العلم اذا ابتعد عن توجيه الدين وتحرر من ضوابطه وقيوده وتمرد على مصالحه وارشاداته يتحول الى جهل ويصبح مصدرا للفتنة ومعولا للهدم وأداة للنسف والتدمير، ووسيلة للطغيان والعدوان ومنبعا للشقاء والحرمان، وشأن العلم في حاجته الى الدين شأن ما ينتجه العلم من تقنيات ومخترعات والتي هي ايضا تحتاج الى الدين لتستغل احسن استغلال وتوظف انفع توظيف.
ومن التقنيات الحديثة التي أنتجها العلم، وسائل التواصل الاجتماعي على اختلاف أشكالها وأسمائها ووظائفها، وهي كالعلم الذي أنتجها بحاجة الى الرقابة الدينية لتستغل فيما يفيد وينفع، وينمي ويرفع، وليتم تحاشي استعمالها فيما يضر ويشقي، ويعرض الانسان ورصيده الحضاري للخطر، ومع كامل الأسف وبالغ الأسى لوحظ ان كثيرا من أطفال وشباب المسلمين ارتموا ارتماء جنونيا انتحاريا في أحضان هذه الوسائل فجنحت بهم خيولها وفقدوا السيطرة عليها والتحكم فيها فأسقطتهم في مهاوي سحيقة يصعب الخروج منها وأنشبت فيهم مخالب الادمان وزجت بهم في أفيون الأمراض النفسية التي يصعب علاجها والخروج بسلام من شرنقتها.
ومن هنا شعر عقلاء البشرية وخبراؤها والغيورين على مستقبل الأجيال الصاعدة ومستقبل أممهم بأن هذه الوسائل التي يذهب ضحيتها آلاف وملايين الأطفال والشباب، تحتاج إلى بذل جهود سخية وتقديم تضحيات جسيمة لايقاف زحفها الضال وتسديد وجهتها وارشاد مستعمليها وخاصة من الأطفال والشباب الى الطريقة المثلى لاستعمالها، اغتناما لايجابياتها وفوائدها وتخلصا من سلبياتها ومضارها.
وحيى الدكتور العلامة كل مكونات المجلس العلمي لتارودانت لاحساسه بخطورة هذه الوسائل ولاختياره هذا الموضوع الشائك الحساس لندوته العلمية السنوية لهذا العام لأن تناوله تناولا يكشف أهميته وخطورته في نفس الآن، وحماية المعنيين به المتهافتين عليه من أهم الواجبات وأولى الأولويات إذ أن الأطفال والشباب هم أمل الأمة ومستقبلها ومعقد رجائها، وإذا ضاعوا لا قدر الله ضاعت الأمة وضاعت الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين.
وتوجه في ختام كلمته بجزيل الشكر وفائق الثناء والتقدير إلى المجلس العلمي المحلي لتارودانت على تنظيمه لهذه الندوة العلمية وفي هذا الموضوع الذي لا تخفى الحاجة الماسة اليه، والى كل المساهمين في تنظيمها وتوفير شروط نجاحها وتحقيقها لأهدافها وعلى رأسهم السيد عامل صاحب الجلالة على اقليم تارودانت الذي أحاط المجلس العلمي المحلي برعايته الفائقة وعنايته الرائقة تقبل الله عمله وحقق أمله.
وختم العلامة بدعائه إلى العلي القدير بأن ينجح المساعي ويحصد المراعي في ظل القيادة الحكيمة الرشيدة والسياسة القويمة السديدة لمولانا أمير المؤمنين راعي العلم والعلماء صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعز الله أمره ونصره وأقر عينه بولي عهده الأمير مولاي الحسن وشد أزره وقوى عضده بصنوه مولاي رشيد إنه سبحانه وتعالى ولي ذلك والقادر عليه.
وبعد ذلك قدم السيد رئيس المجلس العلمي المحلي لتارودانت كلمته بالمناسبة، تلتها كلمة السيد المندوب الاقليمي للأوقاف والشؤون الاسلامية ، ثم استراحة شاي على شرف المدعوين والحضور الكريم.
لينتقل الجميع الى الجلسة العلمية التي كلف بتسييرها كل من الأستاذ محسين عبد الوهاب والمقرئ أحمد الراضي، وتضمنت خمسة عروض :
العرض الأول : التعريف بوسائل التواصل الاجتماعي أنواعها وتطورها من تقديم الأستاذ الجامعي هشام فتح الله.
العرض الثاني : الخدمات الايجابية لوسائل التواصل الاجتماعي البحث العلمي نموذجا قدمه الأستاذ الجامعي بكلية الشريعة أحمد السعيدي.
العرض الثالث : الضوابط الشرعية لاستعمال وسائل التواصل الاجتماعي من تقديم د عبد الله ابهام / أستاذ جامعي بكلية الشريعة.
العرض الرابع : مخاطر الاستعمالات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي من تقديم عبد العالم المتقى أستاذ جامعي بكلية الشريعة.
العرض الخامس : حماية المجتمع من الاستعمالات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي من تقديم الاستاذة فاطمة أبو وكيل عضو المجلس العلمي المحلي لتارودانت.
وفي الجلسة الختامية قدمت كلمة للمجلس العلمي المحلي لتارودانت، وبرقية ولاء واخلاص مرفوعة الى السدة العالية بالله، والختم بالدعاء الصالح لمولانا أمير المؤمنين أيده الله تعالى ونصره.
تعليقات( 0 )