واحات الجنوب الشرقي محرقة للطاقات البشرية ، إما أن تشتغل في الظل معزولا بلا أثر ولا صدى ، وإما أن تشتغل تحت شموس حارقة وصيف وجفاف فكري لا يرحم ، وبرد قارس لايجامل ، كما تلفح وجوهنا الموجات الحارة في صيف جاف بلا ظلال ، تلفح وجوه رجال التغيير موجات مماثلة من الإقصاء والسحل وسوء التقدير ، ف” المثقف ” في الواحة كي يسلم بجلده وعقله عليه أن ينخرط مداهنا وراضيا ، كلما شرع في استراتيجية التغيير داخل قبيلته أو جمعيته أو حتى في مؤسساته إلا وتنهال عليه أحجار من نكران وصدود ، فما عساه أن يفعل هل يستسلم على هون أم يدس رأسه في الرمل كالنعامة ويبيع ضميره كالقطيع ، أم يحمل أمتعته الفكرية وحقيبته الإبداعية ويرحل بعيدا عن قبائل الضباب والسراب ؟ والسؤال الذي يطرح نفسه وبإلحاح هو كيف لمنطقة وسمت بالعقم أن تنجب النخباء والنجباء على جميع الأصعدة ولاتستفيد منها ؟ وكيف لمنطقة منسية تماما أن يصير أهلها كارهين لها بمجرد ما أن تينع عقولهم وأجسادهم ؟ أسئلة لها أجوبة كثيرة لكن لايمكن لأي جواب أن يصير منصفا مهما حاولنا ذلك ٠
جهة البؤس وجغرافيا الألم

تعليقات( 0 )