طرائف وغرائب ما بعد زلزال الحوز باقليم تارودانت.

أصبحت أغلب المنازل خصوصا في المناطق الجبلية غير صالحة للسكن بعد تشققات وتصدعات كبيرة، وهناك من سلم منزله لكنه أخذ الفأس ليهدم السقف وبعض الجدران لا لشيء سوى ليكون من المستفيدين من الدعم المالي المخصص للمتضررين من هذا الزلزال، أما في المدن التي وصلتها الهزة العنيفة فمنهم من خرج من الحمامات كما ولدته أمه.

وهناك من ذهب من المدينة للجبال وفضل العيش في الخيام للاستفادة من المساعدات التي تأتي للمناطق الجبلية المتكوبة ومن الدعم المالي للدولة كذلك.

مقالات ذات الصلة

إقليم طاطا: حملة إنجاز وتجديد البطاقة الوطنية للتعريف الالكترونية تحط الرحال بجماعة تمنارت

حجز أزيد من 72 كلغ من مخدر الكوكايين خلال عمليتين منفصلتين بكل من ميناء طنجة المتوسط والمعبر الحدودي الكركارات

هناك البعض أيضا ممن يطالبون بملاعب القرب في مناطق تضررت كثيرا من الزلزال وشعاره الملعب قبل المنزل.!!!!

وبالعودة للتعويض الذي خصصته الدولة للمتضررين، هناك تساؤلات يطرحها الكثيرون ومنها مثلا مآل رؤوس الأغنام والماشية التي نفقت كذلك جراء الزلزال هل سيتم التعويض عنها أم لا .؟؟

وبالنسبة للمنزل الذي مات صاحبه وبقي فيه ورثته ثم تضرر أو هدم بسبب الزلزال، من سيستفيد منهم من التعويض وهل هناك مسطرة ما سيتم اتباعها في هذا الأمر.؟

وأيضا المنزل الذي اكتراه صاحبه وتضرر من الزلزال من سيستفيد، هل هو صاحب المنزل أم المكتري مع كون الاتنان متضرران.

ثم هناك مساجد كثيرة لم تتضرر وخاصة العتيقة منها على عكس الزوايا والأضرحة ممن سويت بالأرض تماما، ونذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر مسجد مجمع الأحباب العتيق بتارودانت والذي لم يهدم بالرغم من قرار إغلاقه الذي صدر منذ 3 سنوات أو أكثر بدعوى خطورته، وعلى عكسه تماما انهار جزء من صومعة المسجد الكبير ” الجامع الكبير ” والتي أضحت مهددة للانهيار في أية لحظة وهو الذي لم يمر وقت طويل على اعادة اصلاحة وترميمه، وهنا نستحضر الآية الكريمة التي تقول بأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا.

وكما يقال في كل نقمة هناك دائما نعمة ما أو نعم، وتلكم حكمة رب العالمين في أرضه ومنها عودة المياه لعيون وينابيع مائية جفت منذ سنين طويلة وخففت من حجم الكارثة على النفوس وخصوصا من ظلوا لسنوات عديدة يعانون من نذرة وقلة المياه وما يتبعها من مشاكل خصوصا في القرى ممن يمتهنون الرعي والفلاحة التقليدية.

ومن حسناته كذلك نذكر الاهتمام الكبير الذي ستوليه الدولة للمنطقة ككل وتحديث البنيات التحتية بالمناطق النائية من طرق ومراكز صحية ومدارس وغيرها وفق معايير دولية تنفيذا لتوصيات ملك البلاد وتعليماته السامية، وإعادة الإعمار بالشكل الذي يضمن كرامة الساكنة وحقها في العيش الكريم وبناء منازل حديثة تتوفر على مطبخ وماء وكهرباء وبالاسمنت المسلح بدل المنازل القديمة التي كان أغلبها مبنيا بحجر وطوب خشب وتفتقر لأبسط مقومات العيش المريح.

وفي غمرة كل ماذكر لا ننسى بأن هذه المأساة بينت لنا معادن الرجال، فكما أن هناك تضامن واسع وتوحيد بارز لكل المغاربة تجاه إخوانهم من المنكوبين، ظهر آخرون منهم ممن يتاجرون بمآسي الناس أو تجار الأزمات، ووثقت مشاهد كثيرة منها ممن يستغلون معاناة الفتيات لغرض الزواج أو التشغيل في البيوت والتحرش، ولسنا نعلم أي ضمير لدى هؤلاء، ولا ننسى سارقي المساعدات المخصصة لمن فقدوا كل شيء تحت الأنقاض ومنهم بعض الجمعيات التي تستلمها لغرض توصيلها لمن يستحقها لكن مسيريها يستخدمون في ذلك منطق المحسوبية الضيقة والزبونية، ولسنا نعلم لأية ملة ينتمي هؤلاء فعلا.

ونود أن نشير إلى مسألة أخرى مهمة والتي عرفت كذلك العديد من الأخبار الكاذبة والمزيفة، وتتعلق بالسلطات الإقليمية والمحلية التي يشهد لها بالجميع بدورها الكبير ومجهوداتها الجبارة منذ اللحظات الأولى من الزلزال، إلى جانب المواطنين الذين هبوا لنجدة إخوانهم، وعلى رأسهم عامل الإقليم، والمصالح الأمنية والعسكرية، من درك ملكي وحربي والجيش الملكي والأمن الوطني والقوات المساعدة ورجال الوقاية المدنية والمياه والغابات وفرق الانقاذ الدولية القادمة من دول صديقة للمملكة، والعديد من المصالح الخارجية وخاصة منها المصالح الصحية، وكل هؤلاء ساهموا إلى جانب جهودهم في الانقاذ، في إيواء المنكوبين وإحصائهم، ثم إيصال المساعدات إليهم وفتح المسالك الطرقية، وإيجاد حلول مؤقتة لتلاميذ المدارس المنكوبة في انتظار إعادة بنائها من جديد، أما أغلب المنتخبين والسياسيين فكانت فرصتهم الكبيرة لأخذ صور تذكارية والركب على أية موجة كما هي عاداهم تمهيدا لاستحقاقات انتخابية مقبلة.

وفي الختام حفظ الله مولانا أمير المؤمنين صاحب الجلالة نصره الله وأيده، الذي وقف شخصيا على تدبير هذه الأزمة أولا بأول، ووجه تعليماته السامية وتوجيهاته لكل السلطات المعنية قصد تحريك الموارد البشرية واللوجيستيكية لممارسة عمليات الانقاذ وبناء مستشفيات عسكرية جراحية ميدانية وإيصال المساعدات وتعويض المتضررين في أفق إعادة إعمار المناطق المتضررة.

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)

مقالات ذات صلة

إقليم طاطا: حملة إنجاز وتجديد البطاقة الوطنية للتعريف الالكترونية تحط الرحال بجماعة تمنارت

حجز أزيد من 72 كلغ من مخدر الكوكايين خلال عمليتين منفصلتين بكل من ميناء طنجة المتوسط والمعبر الحدودي الكركارات

بشرى لموظفي ومتقاعدي القطاع العام بالمغرب زيادات هامة في الأجور إبتداءا من شهر يناير المقبل