الدرالبيضاء واحتفاء دولي بفن الفيديو عبر بوابة “الذكاء الاصطناعي”

الإخبارية – سمير السباعي

يعيش مشهدنا الثقافي المغربي على وقع تحولات متسارعة يتفاعل فيها  ما هو خاص ومحلي بما هو كوني عالمي. ضمن هذا السياق يشكل المهرجان الدولي لفن الفيديو بالدار البيضاء المزمع تنظيمه في الفترة ما بين 7 و 11 نونبر 2023 في دورته التاسعة والعشرين  بعدد من الفضاءات الثقافية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة فرصة حقيقية للاحتفاء بتجربة ثقافية أسست لنفسها مسارا يقارب الثلاثين سنة من العطاء و الإنتاج الفني، المرتبط بدعم بروز فن الفيديو كجنس تعبيري إنساني قائم الذات داخل ساحتنا الثقافية المغربية و الدولية. وقد حرصت كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك الجهة المنظمة لهذا المهرجان بدعم من وزارة الثقافة والشباب و التواصل و مؤسسات أخرى عمومية وخاصة أن تنسجم مع الروح الفنية و التربوية المؤطرة دوما لهذا الحدث الثقافي الذي سيرفع ستار دورته الحالية  الثلاثاء  07 نونبر 2023 على الساعة السابعة مساء  بالمركب الثقافي مولاي رشيد، خاصة على مستوى جعل الحدث مناسبة حقيقية لتسليط الضوء على واقع فن  صناعة الفيديو داخل الفضاء العالمي والمغربي على حد سواء، من خلال التفاعل مع التحولات الجمالية و التقنية  والفنية التي رافقت ولاتزال  هذا الجنس الفني. في هذا الإطار يأتي رفع المهرجان خلال هذه الدورة لشعار “من شريط الفيديو إلى الذكاء الاصطناعي” تعبيرا واضحا على عمق الزخم الرقمي الذي يفرض نفسه على أنماط الحياة داخل  كل العالم بشكل جعل هذا الأخير يدبر فعله الثقافي و الحضاري وفق انتظارات و خوارزميات الذكاء الاصطناعي. و بطبيعة الحال فالمغرب أعلن مبكرا عن إرادة حقيقية للتناغم مع هذا المحدد الوجودي الذي أصبح معطى غير قابل للتجاوز، و هو ما تعبر عنه السياسات الرسمية للدولة الواضحة في هذا الإطار. و يأتي مهرجان فن الفيديو الدولي للدار البيضاء خلال هذه السنة ليعبر عن حجم حضور هذا  الأفق الرقمي الجديد الذي يبرز كمحرك أساسي للفعل الإنساني الكوني الحالي و المستقبلي،  بما في ذلك  كل أنواع الممارسات الثقافية الممكنة. ويهدف البرنامج  الفني العام لهذه الدورة أن يقارب هذا الموضوع من خلال إبراز أهم التحولات التي همت فن الفيديو كصرخة  تعبيرية فنية و  إنسانية   ظهرت انطلاقتها الأولى سنة 1963 في ألمانيا حيث عبرت عن ضرورة  صناعة نوع جديد من الصورة المتحركة يمكن من خلالها  التعبير عن المواقف الوجودية للإنسان وقضاياه الكونية من خلال منظور فني يحضر فيه الفيديو كمعبر جمالي رئيسي. قبل أن تصبح لغة  الذكاء الاصطناعي حاليا  إطار جديدا  لا محيد عنه  في التعبير عن أنفاس هذا الفن بالنسبة  للمشتغلين به والممارسين له. في هذا السياق سيكون جمهور هذه الدورة على موعد مع فقرات جد متنوعة ستعمل   الجهة المنظمة لهذا الحدث أن تقدم من خلالها مساحات جديدة لنقاش التطور الذي عرفه فن الفيديو منذ الستينات من القرن العشرين إلى حدود ظهور الذكاء الاصطناعي اليوم، سواء من خلال العروض الفنية التي سيقدم من خلالها ممارسون لهذا الجنس الفني  مغاربة  و أجانب عددا من الإنتاجات الخاصة بهذا الفن والتي ستعبر بلا شك عن عمق التحول الذي يشهده فن الفيديو عالميا، أو من خلال الورشات التكوينية التي ستشكل لحظة بيداغوجية بالنسبة لطلبة الكلية وباقي الممارسين   لاكتساب المهارات الأساسية المتعلقة بالأشكال التعبيرية الجديدة لفن الفيديو في ظل ما يعيشه العالم من حضور للوسائط الرقمية الجديدة، وصولا إلى تضمين نفس  البرنامج لندوة فكرية ستحتضنها الكلية المنظمة لهذا الحدث يومه الجمعة 10 نونبر 2023  مع العاشرة صباحا لتكون محطة مهمة لوضع واقع وآفاق فن الفيديو بالعالم للنقاش من طرف أكاديميين و مختصين من المغرب وخارجه، سيحاولون أن يقاربوا هذا الموضوع من زوايا نظر متنوعة تروم أساسا الكشف عن الآفاق المستقبلية التي يمكن أن  يرسمها  التعبير الفني و الإنساني لفن الفيديو  اليوم في تناغم مع حضور لغة الذكاء الاصطناعي كفاعل جديد  في الإنتاج الثقافي. للإشارة فهذه الدورة كسابقاتها ستعرف مشاركة عدد من الممارسين والمختصين و المؤسسات الفاعلة  في فن الفيديو من المغرب و خارجه  كاليابان و فرنسا و كندا و السويد  وإسبانيا  و الطوغو و سوريا في لحظة تنطق بأنفاس  ثقافية كونية واعدة  ستؤكد من خلالها الدار البيضاء مكانتها  المشهود لها بها  وطنيا ودوليا في الاحتفاء و الاعتراف بفن الفيديو كتعبير فني كوني.

مقالات ذات الصلة

ندوة تثري المشهد المسرحي المغربي: دار الثقافة بقلعة السراغنة تستضيف خبيراً للحديث عن مسرح الطفل

أول معرض في التاريخ يقام في الحروفية المغربية الصحراوية للفنان محمد البندوري