الإخبارية – شاطر الحسن
انخرطت عمالة تارودانت في مغرب الحداثة والتنمية المستدامة، وتعيش أهم مراحلها التنموية على ايقاع تفعيل عدد هام من الاصلاحات على جميع الأصعدة، اجتماعية، ثقافية، اقتصادية، وغيرها.
مقالات ذات الصلة
ومن بينها على وجه الخصوص تلك التي لها ارتباط عميق بحياة الساكنة بهذا الاقليم الشاسع، وذلك بفضل السياسة الممنهجة التي يتبعها عامل الاقليم، السيد الحسين أمزال، والتي تواكب السياسة الحكيمة لصاحب الجلالة نصره الله، واعتباره طرفا مهما ساهم بشكل كبير في الدفع بعجلة التنمية بالاقليم، وقائدا ميدانيا لكل الأوراش التنموية، مطبقا في ذلك سياسة القرب من القضايا المهمة لساكنة اقليم تارودانت، وهو الذي يتمتع بشخصية متواضعة تتفاعل وتتواصل مع المواطنين والمواطنات بكل اريحية وعفوية قل نظيرها عند غيره من المسؤولين.
وبفضل تجربته الطويلة والمبنية على الجدية والحكامة الجيدة، وخبرته بخغرافية الشأن المحلي ومشاكله ومعيقاته التنموية، استطاع في وقت وجيز منذ التحاقه بالاقليم في شهر مارس سنة 2016، من تحقيق مكاسب استثنائية واعطاء انطلاقة متوازية لسيرورة التنمية الشاملة بالاقليم، وذلك في اطار استكمال وانشاء مشاريع مهمة جدا حققت أهدافها المبتغاة منها لفئات واسعة من الساكنة.
ولعل أبرز المنجزات التي تمت بلورتها وتحققت فعليا باقليم تارودانت تلك التي جائت في اطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والتي ما فتئ السيد العامل يبرز الأهمية التي تميزها باعتبارها ورشا ملكيا مفتوحا ،والذي بفضله تم تحقيق مشاريع ومنجزات رائدة بالاقليم، ويحق للجميع الافتخار بها، واستثمارها بالشكل الأنسب لما فيها من مصلحة عامة لساكنة الاقليم ككل.
ومن بين أهم الأهداف التي جائت من أجلها، هو معالجة اشكاليات الفقر والاقصاء والهشاشة من جذورها. وذلك من خلال استثمار الفرص المتاحة، في اطار استراتيجية شمولية، ترتكز على البعد الترابي وابداع الحلول، والتشاور، واشراك مختلف الفاعلين بمن فيهم هيئات المجتمع المدني، بغية خلق دينامية وحركية اقتصادية لفئات عريضة من ساكنة اقليم تارودانت الشاسع، والتي يجمع غالبيتها حسب عدة استطلاعات على جدية الرجل الأول بالاقليم، ونزاهته وتبصره، وقدرته على تنفيذ السياسات الحكومية، وتعزيز التنمية بالاقليم، نظرا لما يتمتع به من خبرة ومهارة في تدبير الادارة، وتوحيد الرؤى لما فيه مصلحة تشمل عامة الساكنة.
وقد مكنت مشاريع المبادرة الوطنية التي تحققت على صعيد الاقليم، الآلاف من ساكنته وبمختلف أقطابه، والتي تتم وفق توزيع مجالي عادل، من الاستفادة منها على عدة مستويات أهمها:
– محاربة الهشاشة والاقصاء.
– تحسين الولوج للخدمات الصحية، والتعليم، والتشغيل.
– العناية بالمرأة والطفل،
– تجهيز المراكز الاجتماعية،
– التزود بالماء الصالح للشرب.
– الطرق.
– مساعدة الساكنة المتضررة من الأزمة الصحية.
وكنبدة مختصرة لحصيلتها على مستوى الاقليم، فقد بلغت في الفترة الممتدة ما بين 2005 و 2017، ما يناهز 3178 مشروعا استفاد منها 1.023.152 شخصا، وشملت:
– 1943 مشروعا لبرنامج محاربة الفقر بالوسط القروي.
– 729 مشروعا للبرنامج الأفقي.
– 329 مشروعا لبرنامج التأهيل الترابي.
– 95 مشروعا لبرنامج محاربة الاقصاء بالوسط القروي.
– 59 مشروعا لبرنامج محاربة الهشاشة.
– 15 مشروعا للبرنامج الاستعجالي.
– 8 مشاريع لبرنامج تقليص التفاوتات الترابية والاجتماعية.
أما حصيلتها في نفس الفترة لفائدة الشباب، فقد بلغت 757 مشروعا استفاد منها 49468 شخصا بتكلفة اجمالية قدرها 290,83 مليون درهم، بلغت مساهمة المبادرة الوطنية منها 205,58 مليون درهم.
وفي الفترة مابين 2019 و 2022، فان منجزات المبادرة الوطنية والتدابير المتخذة على المستوى الإقليمي من أجل التنفيذ الأمثل لمشاريع هذا الورش الملكي الكبير، فقد حققت قفزة نوعية، مكنت من تعزيز مكتسبات المرحلتين السابقتين، ووضع برنامج جديد من المشاريع المدرة للدخل، تستهدف الفئات الهشة والمعوزة خصوصا بالمجال القروي والشبه حضري والإرتقاء بها، باعتماد مقاربة تشاركية، ومنها برنامج تثمين المنتجات المجالية من خلال عدد من الدور التي استحدثت بأقطاب الإقليم، ووضع لجان محلية لتثمين دورها بهدف تطوير مردوديتها وأساليب عملها لخلق فرص شغل للشباب بشكل جيد، ومن أبرزها المعرض الدائم للمنتوجات المحلية بتارودانت، إضافة الى اقتناء 19 سيارة جديدة مخصصة لنقل منتوجات الدور المجالية لمساعدتها على تجاوز الإكراهات المرتبطة بالنقل.
وقد تم أيضا بناء وإحداث عدد من الأسواق النموذجية، وتوسيع وتجهيز المراكز الخاصة لإيواء الأشخاص في وضعية صعبة، وسيتم كذلك إنشاء المركز الجهوي لايواء وادماج المختلين العقليين، بغلاف مالي كبير جدا يقدر ب 14 مليار سنتيم، وتأهيل دور مختلفة للرعاية الاجتماعية، ومشاريع للاطفال كالتعليم الأولي ومركز الرعاية الاجتماعية المتنقل للاطفال في وضعية صعبة، وتأهيل واستحداث دور الشباب والنوادي النسوية، والمساهمة في تأهيل المستشفى الاقليمي واقتناء تجهيزات طبية و7 وحدات طبية متنقلة، وكذا مركز تصفية الدم المحلي بأولاد تايمة، وانجاز وتأهيل المركز المندمج للترويض الطبي، واقتناء عدد كبير من سيارات النقل المدرسي بلغ عددها الاجمالي 145، والتي ساهمت بشكل كبير في الحد من الهدر المدرسي.
وكذلك في قطاع المعادن، الذي يعتبر مصدرا هاما للثروة والاقتصاد، ويوفر فرصا مهمة للشغل للأفراد مباشرة وغير مباشرة، الى جانب مساهمته في تنمية البنية التحتية وتوفير الخدمات الأساسية للساكنة،كالتعليم والرعاية الصحية، من خلال دعمها للمجتمعات المأهولة التي تعيش بجوارها، وتستفيد منها الجماعات كذلك في الضرائب والأرباح، حيث تم في هذا الاطار، عقد اتفاقية شراكة لتسريع إنشاء مركز تكوين الشباب في قطاع المعادن، لادماج شباب الجماعات القروية المستفيدة من المشاريع المتعلقة بهذا القطاع وتشغيلهم.
وشملت كذلك انجاز 80 مشروعا للطرق بالاقليم بأكثر من 115 مليار سنتيم، وتأهيل سد المختار السوسي وبناء سد سيدي عبد الله، ثم مشروع العين للطاقة الشمسية بمساحة 1000 هكتار لكون اقليم تارودانت فلاحي بامتياز.
وبذلك يبلغ اجمالي حصيلة هذه المرحلة الى غاية شهر يناير المنصرم، إنجاز 58 من أصل 144 مشروع في برنامج تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب، و29 مشروعا من اصل 48 في ما يتعلق ببرنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، الى جانب انجاز 302 مشروعا من أصل 422 في محور الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، ثم 14 مشروع من أصل 19، بالنسبة لبرنامج تدارك الخصاص على مستوى البنية التحتية، والخدمات الأساسية الاجتماعية، وبتكلفته اجمالية بلغت 190,47 مليون درهم، استفاد منها ما يزيد عن 878.385 مستفيدا.
وبناء على كل ذلك يمكننا القول بان السيد عامل الاقليم قد وضع اصبعه على مكمن العلاج من خلال اهتمامه الكبير بورش المبادرة الوطنية، ومواكبته لكل الشباب حاملي المشاريع التنموية بتراب الإقليم، والأهمية الكبيرة التي يوليها لدعم مشاريعهم، ولكل الفئات المستهدفة من برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لتظهر للعيان ملامح انتشال هذا الاقليم الشاسع من الركود الاقتصادي والاجتماعي، واضعا نصب عينيه ثقل المسؤولية تجاه هذا الورش الملكي الكبير، وتأكيدا للثقة المولوية السامية لصاحب الجلالة نصره الله تعالى وأيده.
وختاما فقد نوهت عدة فعاليات حية، وثمنت عاليا كل تلك المجهودات المبذولة من طرف السيد عامل الاقليم، وكل تلك المنجزات التنموية التي كان لها وقع كبير على كل جماعات الاقليم بدون استثناء، وتعكس جهدا محليا، ووطنيا مهما للسيد العامل، وروحه الايجابية المستمرة، محققا بذلك ما كان منتظرا منه، ولا هم له سوى تنفيذ رؤية تنموية شاملة بالاقليم.
تعليقات( 0 )