توظيف آليات عفا عنها الزمن لإنتاج الوجاهة السياسية والدينية والإجتماعية ” درعة تافيلالت نموذجاً “

عبدالله سدراتي – قلعة مكونة

يحدث أن يتسلل بعض الأفراد، سفها وجهلا، للخوض في قطاعات علمية ومشارب فكرية أفنى فيها العقلاء زهرة حياتهم، مشقة وطلبا للعلم بأدواته المعرفية وشروطه المهنية والأخلاقية.. وهكذا خاض المتنطعون فيما لا تبلغه مداركهم، ولا تفقهه محدودية ثقافتهم .. وهو ما يجعل مقام التأدب يفرض علينا أن نتوجه ناصحين، قائلين: لا ينبغي لمن ليس طبيبا أن يتطبب، ولا لمن ليس أستاذا أن يدرس، ولا لمن ليس فقيها أن يفتي ويحدث، وإنه لحري بمن لم يترقى في سلم العلم والتكوين في أسلاك الدراسات العليا وفي أصناف العلوم: مثل الطب والآداب والكمياء والقانون.. أو في شعبة أو قطاع معرفي متخصص، أن يدع المجال لأهله من المتخصصين، والأساتذة الباحثين الذين راكموا تجارب، وخبروا الواقع والميدان، وخاضوا إشكالاته وفهموا مقاصده وتمكنوا من تحولاته.
وليس بباحث -بالمفهوم العلمي والأكاديمي- من لم يسبق له أن أنجز بحثا علميا أو ميدانيا في صنف من أصناف العلوم الإنسانية أو الإجتماعية أو التجريبية الدقيقة. أما ما نسجله في الفترة الأخيرة من إقتحام بعض الأشخاص لحقول رمزية ومهن نافذة برصيد محتشم أو من دون رصيد؛ إتخذهم الناس رؤوساجهالا، يسألون ويفتون بغير علم، فمرده هو البحث عن صناعة الوجاهة السياسية أو الإجتماعية أو الإقتصادية، أو حتى الدينية، بل إن البعض حسب ما يروجه راديو الشارع قد بدأ يتلذذ وينتشي بالوجبات السريعة كتابة، وفنا، وممارسة وولوجا للمجالات الرمزية. وكما يقال جبر الخواطر أعطى للبعض صكا بأن يمتلك مقومات تجعله يبحر في محيطات الكتابة والفن والإعلام والطب والهندسة، لذا فعلى الإنسان أن يبقى وفيا لرقم حذائه ، فرغم ما يقوم به بعض “الأعيان” الجدد من توظيف لآليات عفا عنها الزمن لإنتاج الوجاهة الإجتماعية بعدما فقدوا أسهمهم في بورصة السياسة، نلاحظ البعض منهم لضمان استمراريته يقوم على نسج علاقات وتنويع مصادر الإستقطاب؛ بالوسائل المتاحة المشروعة وغير المشروعة في ظل نسق مفتوح على الصراع والتنافس الإجتماعي..
يقول الدكتور عبدالرحيم العطري في كتابه سوسيولوجيا الأعيان ، آليات إنتاج الوجاهة السياسية : بأن النتيجة التي انتهى إليها جون واتربوري قبلا، ماتزال تمتلك جانبا من الوجاهة ، وذلك فيما يخص الإستعادات المستمرة للفائت وامتداداته في الراهن ، ” فالتناقضات القديمة والنزاعات القبلية يعود إحياؤها في أزياء عصرية “، فالأحزاب السياسية تساهم ، عن طريق حملتها الدعائية في ترسيخ السلوكات السياسية التقليدية بالتركيز على الشخص وعلى العائلة والعلاقات العشائرية ” ، فسواء كانت هذه الأحزاب تعلن الإنتماء إلى اليسار أو اليمين أو الوسط أو تجد هويتها في مقترب ديني خالص ، فإنها ، عن طريق مرشحيها تستعيد الإشتغال على القرابي من أجل الدخول إلى غمار التنافس السياسي ..

مقالات ذات الصلة

بنود اثارت جدلا كبيرا وتجب مراجعتها لخطورتها . كيف تفاعل المغاربة مع مدونة الأسرة الجديدة ؟

ابنة الناظور الشاعرة ماجدة البارودي تصدر كتاب “أسرار زهرة اللوتس” في أدب الرحلة

مقالات ذات صلة

بنود اثارت جدلا كبيرا وتجب مراجعتها لخطورتها . كيف تفاعل المغاربة مع مدونة الأسرة الجديدة ؟

ابنة الناظور الشاعرة ماجدة البارودي تصدر كتاب “أسرار زهرة اللوتس” في أدب الرحلة

بعد انتقاذات احتضان المغرب لمونديال 2030 ، هذا ما سنجنيه من تنظيم هذا العرس الكروي العالمي

تعليقات( 0 )

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)