خلال أشغال الدورة الاستثنائية التي عقدها المجلس الجماعي لتارودانت يوم الثلاثاء الماضي، وترأسها كالعادة النائب الأول للرئيس، انسحب الثلاثي النسوي المكون للمعارضة في ظل غياب الطرف الرابع وعدم حضوره لأشغالها، في اللحظات الأخيرة قبل التصويت على النقطة الثالثة المدرجة في أشغال هذه الدورة الفريدة.
ومعلوم بأن هذه الدورة الاستثنائية الفريدة خصصت للدراسة والمصادقة على ثلاث مدرجة في جدول أعمالها وهي:
1- الدراسة والمصادقة بالاجماع على تخصيص بقعة أرضية لاقامة مشروع سكني لاعادة اسكان قاطني الدور الآيلة للسقوط.
2- المصادقة بالاجماع على تحويل اعتمادات بالميزانية.
3- الدراسة والمصادقة بالاجماع على طلب الموافقة لربط شبكة التطهير السائل لمركز جماعة سيدي دحمان بشبكة التطهير السائل للجماعة الترابية تارودانت.
مقالات ذات الصلة
وحسب مصادرنا داخل مكون المعارضة، فقد قرروا الانسحاب من التصويت نظرا لعدم اقتناعهم بالكيفية التي يسير بها المجلس مختلف تدخلاته والتي يشوبها الكثير من الغموض والتدليس خاصة فيما يتعلق بصرف الميزانيات والنفقات حسب قولهم.
فبالنسبة للنقطة الأولى فالأمر هنا لا يتعلق بالدور الآيلة للسقوط بسبب الزلزال، بل بمن سجلوا قبل ذلك بكثير في مشروعي أطلس 1 و2 الذي اعتمده أحد المجالس السابقة منذ عهد الاتحاد الاشتراكي، ليبقى التساؤل هنا مطروحا عن اختيارهم لهذا التوقيت ليدرج في دورة فريدة عقدت بعد فاجعة الزلزال.
وبالنسبة لنقطة تحويل اعتمادات بالميزانية، ذكرت المصادر نفسها بأن الاعتمادات التي تم تحويلها قد صرفت فعليا قبل موعد انعقاد الدورة، ليكون الهدف هنا هو ايجاد مخرج لتسوية وضعيتها القانونية على حد قول احدى المستشارات،
واذا نظرنا للارقام التي أعلنت سنفهم كل شيء.
فكل التحويلات تمت من فائض 125 مليون سنتيم الذي كان بصندوق الجماعة، حول منها مبلغ 95 مليون سنتيم لتدببر كارثة الزلزال، ووزعت كما يلي:
– 45 مليون سنتيم للاطعام والايواء.
– 30 مليون سنتيم للمحروقات.
– 20 مليون سنتيم للمساعدات الغذائية والأفرشة التي قدمت كإعانات.
وهناك أيضا 2,5 مليون سنتيم أضيفت اليها 17.5 مليون سنتيم أخذت من المنح المخصصة للجمعيات وتم تحويلها للصندوق 126 الذي خصصه صاحب الجلالة للزلزال.
ومن جهة أخرى تم تحويل مبلغ 180 سنتيم من الدعم المخصص لمطار سيدي دحمان واعتماده كأسهم خاصة بجماعة تارودانت في شركة التنمية المحلية.
ونختم بالنقطة الثالثة والأخيرة من نقط هذه الدورة الفريدة والتي تمت الموافقة عليها وتتعلق بربط شبكة التطهير السائل لمركز جماعة سيدي دحمان، بشبكة التطهير السائل للجماعة الترابية لتارودانت، التي اعتبرها البعض كارثية وفضيحة. والجميع يعرف المشاكل التي تعرفها الشبكة على مستوى المدينة في ظل غياب أية رؤية استراتيجية وعدم وجود محطة للتصفية بمعايير خاصة مما سيزيد من المشاكل حتما، وأرجع تحالف المعارضة ذلك لكون هذا المقترح ليس فيه أية فائدة أو مصلحة للمدينة، وتم إدخاله لحسابات واعتبارات سياسية فقط.
لتبقى التنمية المحلية الحقيقية للمدينة معلقة إلى إشعار آخر، بينما تبقى الارتجالية سيدة الموقف في التسيير، ناهيك عن الحسابات الضيقة، وبالتالي فلا أحد منهم يهتم بالانتظارات والمطالب الحقيقية للساكنة التي يمثلونها.
تعليقات( 0 )